Banner 468

Facebook
RSS

وسائل تربية الأولاد ( 17 ) القواعد الأساسية في التربية

-
هيـــــــــــمــا ( إبراهيــــــــــم عبدالله قاسم )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة الكرام ، لا زلنا في تربية الأولاد في الإسلام ،  ولا زلنا في القسم الثاني أي في الوسائل الفعالة لتربية الأولاد ، ولا زلنا في قسم التحذيرات .




موضوع درس اليوم التحذير من اللهو المحرم ، وكلمة لهو محرم تعني أن هناك لهواً بريئاً مباحاً ، فكان عليه الصلاة والسلام  يمزح ولا يمزح إلا حقاً ، جو المؤمن مرح ، المؤمن يحب الدعابة أحياناً ، هذا من منهج الله عز وجل .
  (( روحوا القلوب ساعة وساعة فإنها إن كلت عميت )) .
[ رواه الديلمي عن أنس ]
ألوان لا تعد ولا تحصى من اللهو المباح ، أن يجلس الإنسان مع أهله ومع أولاده ويتجاذبون أطراف الحديث هذا من اللهو المباح ، أن تكون هناك مسابقة علمية أدبية ودينية ، وفي القرآن الكريم ، وفي الحديث الشريف ، أن تكون هناك مسابقات في شؤون العلم هذا كله لهو مباح ، أن يمارس الإنسان ألوان الرياضة ، مباحة لتقوية جسمه ما من شيء حرمه الله عز وجل ، وأقول كلاماً دقيقاً ، ما من شيء حرمه الله عز وجل إلا وله بديل ، الحقيقة الدقيقة أنه ليس في الإسلام حرمان إطلاقاً ، في الإسلام نظافة ، في الإسلام نظام ، في الإسلام رقي ، في الإسلام حياة للقلب ، وحياة للروح ، وحياة للعقل ، وحياة للجسم ، أما الذين قصروا اهتمامهم على الجسم فقط هؤلاء ضلوا سواء السبيل ، العالم الغربي لا يحفل إلا بالعناية بالجسد ، أمَّن له كل ما يريحه ، ولكن غفل عن نفسه ، فكانت أعلى نسبة انتحار في العالم في أعلى بلد يتمتع بأعلى دخلٍ لمواطنيه ، الدنيا تغر وتضر وتمر .
الحقيقة موضوع درس اليوم التحذير من اللهو الحرام ، وقد تشتد الحاجة إلى هذا الدرس في آخر الزمان ، لأن معظم اللهو حرام ، لأن معظم اللهو قائم على المرأة التي لا تحل لك ، لأن معظم اللهو قائم على لعب حرمه النبي عليه الصلاة والسلام ، لأن معظم اللهو قائم على جلسات فيها غيبة ونميمة ولا ترضي الله عز وجل ، مثلاً من اللهو المحرم اللعب بالنرد ، وقد تجد أسراً إسلامية وترتاد بيوت الله عز وجل ويمضون الساعات الطوال وقد يبقون يلعبون إلى منتصف الليل بالنرد ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
  (( مَنْ لَعِبَ بِالنّرْدَشِيرِ ـ أي بالزهر ـ فَكَأَنّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ )).
[ مسلمٌ ‏عَنْ ‏‏سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ]




هناك فكره دقيقة جداً متعلقة باللعب ، يعني إنسان عنده مكتبة غنية جداً ، وعنده امتحان بعد يومين ، وفي هذه المكتبة الكتاب المقرر ، ويبنى على امتحانه نجاحه ، وعلى نجاحه تعينه في وظيفة عالية الدخل ، وفي تعينه في وظيفة عالية الدخل زواجه ، فهل يعقل أن يمسك كتاباً غير الكتاب المقرر ؟ مستحيل ، لو قرأ كتاباً علمياً غير الكتاب المقرر يعد مخطئاً ، لو قرأ قصة أدبية غير الكتاب المقرر يعد مخطئاً ، لو فعل أي شيء في هذا الوقت الحرج ولم يقرأ الكتاب المقرر يعد مخطئاً ، فكيف إذا فعل شيئاً سيئاً ؟ لو قرأ كتاباً أدبياً ، لو قرأ قصة ، مسرحية ، ديوان شعر لو قرأ كتاباً في العلوم ولم يقرأ الكتاب المقرر يعد مخطئاً ، فكيف إذا فعل شيئاً يحاسب عليه ، ويعاقب عليه ، ويحجب عن الله به ؟!!
أيها الأخوة ، قضية اللعب ، هذا الذي غفل عن سر وجوده وغاية وجوده ، غفل لماذا خلقه الله عز وجل ، سبحان الله من أعجب العجب أن تجد إنساناً ما عنده شيء يفعله .
مر أحد علماء الشام الكبار بمقهى فرأى رواده يلعبون النرد فقال : يا سبحان الله ، لو أن الوقت يُشتَرى من هؤلاء لاشتريناه منهم ، الوقت هو أنت ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، الوقت هو رأس مالك الوحيد ، الوقت هو أثمن شيء تملكه ، وجه التحريم في هذا اللهو أنه يستهلك الوقت من دون فائدة ، أرأيت إلى الذين نالوا الدرجات الأولى في الامتحانات ، لو سألتهم لوجدت أهم صفة من صفاتهم أنهم حافظوا على أوقاتهم ، وأهم صفة من صفات المؤمن أنه يحافظ على وقته ، وأشهد الله أن المؤمن الصادق يشعر أنه بحاجة أن يكون النهار سبعين ساعة ، ليحقق ما في ذهنه من أعمال ، هذا هو الوقت ، فاللعب بالنرد فضلاً عن أنه يثير الشحناء والبغضاء ، وقد ينقلب إلى قمار أول ما فيه استهلاك تافه للوقت .
كنت أضرب مثلاً في طرفة ، طالب امتحانه الساعة الثامنة صباحاً والمادة رياضيات ، ويحتاج إلى أن يستغل كل دقيقة ، لو اشتهى أن يأكل شطيرة طعام في طرف المدينة الآخر ، وركب أول سيارة ، وثاني سيارة ، وانتظر في الدور حوالي ربع ساعة أو نصف ساعة ، وعاد في نصف ساعة ، ضيَّع ساعتين ، بميزان الشرع ما فعل شيئاً ، اشترى طعاماً وأكله ، والطعام حلال بمال حلال ، لكن لأنه استهلك ساعتين وهو في أمس الحاجة إلى دقيقة يعد هذا العمل خطأ كبيراً .




قضية اللهو ، عندما تعرف لماذا أنت موجود في الدنيا تحافظ على وقتك ، لذلك مرةً ألقيت خطبة إذاعية عنوانها إدارة الوقت ، يعني ما في بالمئة شخص واحد يحسن إدارة وقته ، يحسن استغلال وقته ، إدارة الوقت علم ، سمعت عن برنامج كمبيوتري للمهندسين ، إن أردت أن تنشئ بناء ، الأمور مرتبة بالبرنامج ترتيباً بأنه لا تضيع منك ساعة ، محسوب مدة جفاف الأسمنت ، في أثناء الجفاف ماذا يمكنك أن تفعل بالبناء ؟ مبرمج الأمر بدرجة أنه تستطيع أن تستغل كل دقيقة لإنشاء البناء ، هذا برنامج ، لذلك إدارة الوقت مهمة جداً ، لأنك وقت ، ولأن الوقت يستهلكك ، ولأنك خاسر لا محالة إن لم تستثمر الوقت ، الوقت يُستَهلك ويُستَثمر ، فاللعب بالنرد يقاس عليه اللعب بالشدة ، يقاس عليه اللعب بالبرسيس ، يقاس عليه أي لعب فيه حظ ، يوجد فتوى ليست قوية للإمام الشافعي حول الشطرنج لكن الأولى ألا تستهلك الوقت إلا فيما خلقت له ، كلامي لا يعني أن تبتعد عن كل ما هو ممتع ، هناك أصناف من اللهو محللة ، والله أيها الأخوة أنا برأيي الشخصي لا أجد أجمل من جلسة مع أخ مؤمن في مذاكرة للعلم ، مذاكرة العلم ممتعة جداً ، هواية ، ما من هواية أجمل منها ، مذاكرة العلم ، أخ تحبه ويحبك تجلس معه ، تنتفع بأفكاره وينتفع بأفكارك ، مع شيء من الطرفة ، مع شيء من المزاح الحق ، شيء من الوداعة ، شيء من الابتسامة ، طبعاً الأصل في هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( اغتنم خمساً قبل خمس ؛ شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )) .
 [متفق عليه عن ابن عباس ]
من باب التحذيرات أن توجه ابنك أو طالبك أو أخاك الذي في المسجد ، أنا أتوجه بكلامي إلى الأب لأنه المربي الأول ، أو إلى المعلم ، أو إلى المرشد في المسجد ، يعني أماكن التعليم البيت والمدرسة والمسجد هذه مظنة التعليم الديني ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( كل ميسر لما خلق له )) .
[ متفق عليه عن عمران بن الحصين]




أنت هل تعلم لماذا خلقت ؟ يعني تصور إنساناً في باريس أمامه خيارات أن يفعل مليون عمل ، قد يذهب إلى السينما ، أو إلى مسرح ، أو إلى دار لهو ، أو إلى نادٍ ليلي ، أو إلى مكتبة ، أو إلى جامعة ، أو إلى صديق ، أو إلى نزهة بحرية ، أو إلى نزهة في الغابة ، لو كان أمامه مئة خيار في خيار واحد يتوافق مع سر وجوده في باريس ، إن كان طالب علم في عنده خيار واحد أن يذهب إلى الجامعة ، أو إلى المكتبة ، أو أن يجلس مع صديق يتقن اللغة الفرنسية كي يتدرب في الحديث معه على التمكن من هذه اللغة .
الاستماع إلى الأغاني والموسيقا قال هذا يثير كوامن الغريزة والشهوة ، طبعاً أكثر الغناء فيه وصف للمرأة ، وصف للعلاقة بين العاشق والمعشوق ، فيه إثارة للغرائز والشهوات ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء )) .
[ أخرجه الترمذي عن علي ]
ألستم بحاجة إلى تحليل ما نحن فيه ، التحليل مهم جداً ، ما نحن فيه لا يخفى على أحد ، ما نحن فيه من مشكلات ، من أوضاع مؤلمة جداً لا يخفى على أحد لكن أين بطولتك ؟ في التحليل ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء : إذا كان المغنم دولاً ، والأمانة مغنماً ، والزكاة مغرماً ، وأطاع الرجل زوجته ، وعق أمه ، وبر صديقه ، وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وشربت الخمور ، ولبس الحرير ، واتخذت القينات ـ المغنيات ـ والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ؛ فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء ، أو خسفاً ، أو مسخاً )) .
 [ أخرجه الترمذي عن علي ]
لست في معرض شرح هذا الحديث ، إلا في فقرة واحدة منه " واتخذت القينات والمعازف " أحد أسباب أن يحيق بالأمة غضب الله عز وجل " واتخذت القينات والمعازف " وسوق المغنين رائجة جداً الآن ، ما من مقصف إلا ويحتاج إلى مغنٍّ وراقصة ، ما من مقصف تحت سمع الناس وبصرهم ، مع الإعلانات الصارخة عند مداخل هذه الدور ، أو هذه الأماكن .




كلما قل ماء الحياء قل ماء السماء ، ويقول عليه الصلاة والسلام :
(( يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير ، قيل : يا رسول الله ! ويشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ويصومون ؟ قال : نعم ، قيل : فما بالهم يا رسول الله ؟ قال : يتخذون المعازف والقينات والدفوف ويشربون الأشربة ، فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير )) .
 [ أخرجه أبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة ] 
يعني إن أردت أن تفهم هذا الحديث فهماً واقعياً ، يقول لك واحد فلان وجهه كالقرد ، شهواني ، مادي ، لئيم ، قاسٍ ، حاقد ، آماله كلها في طعامه وشرابه ، فقد يمسخ الإنسان قرداً حقيقةً ، وقد يمسخ قرداً مجازاً بمعنى أن طباعه طباع قرد ،  طبعاً حديثان يقسمان الظهر ، حينما ترى مؤمناً يستمع إلى الغناء ويطرب له ، وله أغنياته المفضلة ، فهذا خلل كبير في إيمانه .
(( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )) .
[البخاري عن أبي هريرة ]
مستحيل وألف ألف مستحيل أن يجمع في جوف الرجل قرآن وغناء ، يجب أن تختار ، والله الذي لا إله إلا هو ولا أحنث بيميني أن أشد الناس في الدنيا استمتاعاً بالأغاني لا يرقون إلى طرب مؤمن بكتاب الله ، هذا الكتاب كلام خالق الكون ، كلام معجز ، قراءته عبادة ، فإذا سمح الله لك أن يلقي عليك السكينة في أثناء قراءته تشعر أنك في حال غير حال الناس ، يعني لو أن المرأة أذنت لحرم عليها ذلك لأن صوتها عورة ، أذنت لم تقل أحبك وتحبني ، لا ، لو لم تقل أحبك ، لو أنها أذنت لكان أذانها محرماً لأن صوتها عورة ، لكن لها أن تشتري من إنسان ، كلام عادي  بكم هذه السلعة ؟ بكذا ، أعطني إياها وخذ الثمن ، هذا كلام ليس محرماً ، أما حينما تُحَسِّن المرأة صوتها لتنتزع إعجاب الناس فهذا شيء محرماً قولاً واحداً ، لأن الصوت ينقلك إلى شيء آخر .




هناك ملاحظة ينبغي أن تكون واضحة لديكم ، ليس هناك ما يحرم أن تستمتع بمنظر وردة أبداً ، لو أنك تأملتها ملياً ساعات وساعات ، لو أنك نظرت إلى جبل أخضر ، أو إلى ساحل بحر ، أو إلى باقة ورد ، أو إلى وجه صبي صغير ، يعني ليس هناك ما يحرم أن تنظر إلى مسحة جمال أودعها الله في شيء ، إلا أنك إذا نظرت إلى امرأة في شيء آخر يحدث تبدل في كيمياء دمك ، هذا التبدل يدفعك إلى شيء ، والشيء إلى شيء ، وقد تنتهي هذه الأشياء بالفاحشة ، النظر إلى المرأة فيه قوة جذب ، وقد ركب فيك حب المرأة :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ (14) ﴾
(سورة آل عمران)
معنى ذلك أن الله الذي ركب محبة المرأة في قلوب الرجال هو الذي أمرهم بغض البصر ، هو الذي أمرهم بالابتعاد عن أسباب الزنى ، هو الذي أمرهم أن يدعوا بينهم وبين المحرمات هامش أمان كبير ، فلذلك صوت المرأة في الغناء عورة ، وهذا الصوت قد يعطي تصوراً لصاحبة الصوت على غير ما هي عليه ، أحياناً في أسماء جمالية تعطي الإنسان رغبة أن يرى صاحبة هذا الاسم ، وقد تكون دميمة ، لكن في كلمات "سحر" مثلاً ، هناك كلمات جمالية لو أنك تأملتها لتصورت أن صاحبتها تسحر الناس ، هي تنفرهم أحياناً ، فالأسماء لها أثر أحياناً ، والصوت له أثر ، في أحد الشعراء وصف مغنياً لكنه مغنّ سيئ جداً ، قال :
عواء كلب على أوتار مندفة في قبح قرد وفي اسـتكبار هامان
وتحسب العين فكيه إذا اختلافا عند التنغم فكي بغل طـــحان
***
أحد الأخوة الدعاة ـ كنا في الحج مرة وقد ركب إلى جانبي ـ قال لي : هناك منشد لا ينشد إلا بدرهم ، ولا يسكت إلا بدينار .
الآن لو أن رجلاً مدح رسول الله ، لا شيء عليه ، وكان شجي الصوت ، هذا مباح ، لو أن رجلاً ابتهل إلى الله بأنغام عذبة لا شيء عليه أبداً ، لو أن قارئ قرآنٍ أشجاك صوته بتلاوته وأعطاك من أداء القرآن ما يلفت النظر ، لا يوجد مشكلة أبداً .




المشكلة أن المرأة صوتها محرم ، الرجل بموضوع يثير الغرائز محرم ، رجل بموضوع يثير القسم الأعلى من الإنسان مباح ، في كلمة لبعض الأدباء أنه إذا حركت القصة أو القصيدة مشاعرك العليا حب الفضيلة ، حب التضحية ، حب البطولة ، الرغبة في معرفة الحقيقة ، يعني خدمة المجتمع ، أحياناً تقرأ قصة أو تقرأ قصيدة تشعر أنك تحب أن تكون بطلاً ، تقول هذا الأدب حرك مشاعرك العليا وتفكيرك المرتفع أنت إذاً أمام فن رفيع ، أما إذا لم يحرك إلا المبتذل من مشاعرك ، والتافه من تفكيرك ، فأنت أمام فن رخيص ، وقد أعجبني قول بعضهم أن الأديب أو الشاعر من حقه أن يصور الرذيلة ، ممكن ، لكن يمكن أن يصورها على نحو نشمئز منها ، أما إذا صورها على نحو نعجب بها فإن مجتمعاً بأكمله يسقط ، هذا كلام أيضاً دقيق جداً ، حينما تكون الأفلام كلها ، والأعمال الفنية كلها ، والمسارح كلها تركز على تحريك الجانب الأسفل في الإنسان ، إثارة غرائزه وتفكيره السطحي المادي فإن مجتمعاً بأكمله يسقط ، أما إذا حركت القصة أو القصيدة مشاعرك العليا وتفكيرك المرتفع فأنت أمام فن عظيم ، فلذلك الآن الأعمال الفنية هدفها إثارة الغرائز ، بل الحقيقة لا تروج إلا بالإثارة .
حدثني أخ كريم يعمل بالإعلام قال لي : إن لم يكن الفلم مثيراً لا يلقى قبولاً ،  الإثارة مطلوبة وغاية من كل عمل فني ، الإثارة يعني إثارة الغرائز التي تؤدي إلى المعاصي والآثام ، يعني مثلاً هذا افتراض ونرجو أن يحقق ذلك لو كنت في مجتمع منضبط ، وأنت شاب في مقتبل حياتك ، أمامك بناء لمستقبلك ، وكان هناك انضباط في الطريق ، وانضباط في المجلات ، وانضباط في الشاشة ، وانضباط في كل شيء ، هذه الشهوة لا تثار إلا خارجياً كيف ؟ يعني أنت بغرفة لا تشتهي الشهوة المحرمة أبداً ، أما إن كنت بغرفة ولم تأكل لو ما في أي رائحة لطعام ، ولا أي صورة لطعام تجوع ، يعني أثر الجوع يأتي من الداخل ، الإحساس بالجوع يبدأ من الداخل ، أما إثارة الشهوة الجنسية من أين يبدأ ؟ من الخارج لذلك :
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ (30) ﴾ 
(سورة النور)
وقال :
﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ (31) ﴾
(سورة النور)




قال عليه الصلاة والسلام تأكيداً على تحريم المعازف والأغاني :
(( إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين ، وأمرني أن أمحق المزامير والكنارات والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية )) .
 [ أخرجه أحمد عن أبي أمامة ]
والله أحياناً تحس أن أمةً تلهو بأكملها ، أمةٌ يحركها الطرب ، وتحركها المسلسلات ، وهي جالسة تتلقى هذه الموبقات ، تلقيت حسناً ماذا فعلت ؟ ماذا قدمت ؟ أحياناً تطور هذه الأجهزة ـ وأسميها أجهزة اللهو ـ هذا التطور الشديد يمكن أن يمتص كل وقتك ، ويمكن أن يمنعك أن تفعل شيئاً ، لذلك يعني ما من طريقة مثلى في إضعاف أمة ، ما من طريقة مثلى في تجميد أمة ، ما من قوة مثلى في تعطيل طاقات أمة من أن تغريها باللهو ، وأعداء المسلمين أول شيء يروجونه أن يشغلوا الناس بالغرائز ، ومرةً قلت في خطبة إذاعية أن الطرف الآخر فيما مضى كانوا يجبروننا بالقوة المسلحة على أن نفعل ما يريدون ، أما الآن فلا ، الآن يجبروننا بالقوة الناعمة بالمرأة على أن نريد ما يريدون ، يعني إنسان من أشد الناس مقاومة للمخدرات ، لو بدأ بشم المخدرات بعد أن يألفها قليلاً هو يلهث وراءها تماماً ، فالخطورة أن تذيقه طعمها من أجل أن يألفها وأن يلهث وراءها ، وهذه خطة خبيثة ماكرة .
أنتم تعلمون بالأربعينات من وعى ذلك الوقت ، إذا شاب ارتاد دار سينما وعلم أبوه بذلك لأقام الدنيا ولم يقعدها ، فكيف إذا كان أصبح كل بيت ملهىً ليلياً ، كل بيت والدليل على السطح ، اصعد إلى جبل قاسيون وانظر إلى بيوت الشام ، أنا أختصر وما كل ما يعلم يقال وفهمكم كفاية ، الإنسان حينما يتبع شهوته انتهى ، لا يقوى على مقاومة نملة ، كالخرقة ، طبعاً الحديث طويل ومنوع لكن محوره واحد ، أية شهوة محرمة إذا سمحت بها ينتهي ابنك وتنتهي ابنتك ، وتنتهي القيم ، وينتهي التدين ، وتنتهي قوة الأمة ، وتصبح ضعيفة وأشلاء ليست قادرة على أن تفعل شيئاً ، وهذا كيد الشيطان ، يعني أي مكان إما مجلة ، أو الشاشة ، أو الانترنيت ، أو جريدة ، أو لقاء ، أو حديث ماجن كله واحد ، المؤدى واحد ، أو قرص ليزري ، كل شيء يثير غريزة الإنسان هذا ينبغي أن ينتبه الآباء والمربون والموجهون بالمساجد من التساهل فيه ، لأن الإنسان فيه غرائز ، يعني فيه كمية بارود ، الإنسان يحتاج إلى شعلة نار كي ينفجر البارود ، طبعاً أغبى الناس وأحقر الناس بإمكانه إشعال هذه المتفجرات ، لا تحتاج إلى ذكاء ، عمل تخريبي ليس عملاً بنائياً ، يعني لو فرضنا أنه في أشياء إباحية ، في مجلة ، أو في شريط ، أو في قرص مدمج ، أو في شاشة ، أو في انترنيت يعني أي إنسان مهما كان وضيعاً ، مهما كان دنيئاً بإمكانه أن يثير الغرائز ، كما أنه أي إنسان بإمكانه أن يفجر البارود ، البارود في طبيعته الانفجار ، يحتاج إلى شرارة ، فالغرب كله معني بمحاربة العالم الثالث لا عن طريق القوة المسلحة ، بل عن طريق المرأة ، في واحد افتتح ملهى ما من موبقة ، وما من معصية صارخة ، وما من عمل شائن إلا وكان في هذا الملهى ، بعد مضي سبعة أيام من افتتاحه مات الذي أسسه ، وكل ما يجري فيه الآن من موبقات في صحيفته إلى يوم القيامة ، هذه صدقة جارية بالمعنى المعاكس .




أخواننا الكرام ، أعظم عمل صالح ما كان مستمراً بعد وفاة صاحبه ، رجل أسس معهداً شرعياً ، ومضى على وفاته عشرون عاماً والمعهد قائم ، رجل أسس مسجداً ، رجل أسس جامعة ، أسس دار أيتام ، رجل ألَّف كتاباً نافعاً جداً ، أعظم عمل ما استمر بعد موت صاحبه ، هذه الصدقة الجارية ، وأخطر عمل ما استمر بعد موت صاحبه .
كنت مرة في لبنان في إذاعة إسلامية فتحت ، فإذا في درس تفسير لعالم جليل توفي من سنة ، قلت : سبحان الله يمكن أن تبث دروسه لمئة عام قادمة ، وينتفع الناس بها ، ويرقون إلى الله عز وجل وهو ميت في قبره ، وفي مغنون توفوا أيضاً وأغنياتهم تلهب الغرائز وهي يستمع إليها لمئة عام قادمة .
مرة افتتح مسجد وكان إلى جانبي مدير أوقاف ، فقلت له : أشكر الله عز وجل على أن مكنك أن تستفتح مسجداً وأن تعين خطيباً بينما هناك أناس يفتتحون ملهى ويعينون راقصة ، فرق كبير ، إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك ، أجمل كلمة إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك ، أحياناً يكون الإنسان عمله مشروع كأن يبيع أغذية للناس ، يبيع أقمشة ، يعلم ، يبني بيوتاً ، يعالج مرضى ، في مهن راقية جداً وشريفة ، أساسها خدمة الناس ، في مهن أساسها إفساد الناس ، أساسها تبنى على إفساد الناس ، كملاهٍ ، دور اللهو والسينما والمجلات الداعرة ، هذه كلها مبنية على إفساد الناس ، المواقع الإباحية في الانترنيت أساسها إفساد الناس ، فهنيئاً ثم هنيئاً ثم هنيئاً لمن كان عمله في مرضاة الله ، بالمناسبة لو فرضنا أننا تمكنا من إذاعة برنامج ديني على الشاشة ، وهذا البرنامج يراه الملايين ، ما في مانع أبداً ، يعني ليس الجهاز حراماً بل ما يعرض فيه هو الحرام ، المضمون ، إنه إذا غلب عليه أنه يفسد الأخلاق ففي مشكلة الآن ، أما نحن لسنا ضد جهاز ، في قفزة نوعية في عالم العلم ليس هذا القصد ، القصد المضمون ، يعني أنا ذكرت من أيام أن العولمة اعتمدت الصورة ، مثلاً دولة فيها مئة مليون الذين يقرؤون ويكتبون ثلاثون مليوناً فرضاً ، والذين يعنون بمطالعة الكتب من ثلاثين مليوناً عشرة ملايين ، والذين يعنون بمطالعة كتب مفيدة مليونان ، بلد فيه مئة مليون إذا اعتبرنا التوجيه عن طريق الكلمة المقروءة يستفيد من هذا البلد مليون واحد ، أما الصورة بإمكان أي إنسان يراها ، متعلم ، غير متعلم ، رجل ، امرأة ، كبير في السن ، شاب صغير ، هذه الصورة لكل الناس ، والصورة فيها قوة تعبير ألف كلمة ، الآن يمكن أن نطرح قيماً وأن نحطم قيماً عن طريق الصورة ، ذكرت هذا في درس سابق يمكن أن ندعم قيماً وأن نحطم قيماً عن طريق الصورة ، فالصورة خطيرة جداً ، لو أنها استغلت لتركيز القيم الدينية والأخلاقية لكان فعلها فعل السحر ، أما إذا استغلت من قبل الطرف الآخر لتحطيم القيم الدينية فلها فعل كفعل المتفجرات ، طبعاً الفقرة الثانية في الدرس .




الفقرة الأولى من الدرس عن النرد وما يشبهه ، أي لعب مبني على الحظ هذا محرم ، مضيعة للوقت أولاً ، وقد يسبب متاعب ، مشاحنات ، عداوات ، وأهم شيء أنه يستهلك الوقت استهلاكاً سخيفاً .
الفقرة الثانية متعلقة بالمرأة إن كانت في ملهى ، أو في دار سينما ، أو في قرص مدمج ، أو في انترنيت ، أو في مجلة ، أو في الطريق ، أو في بيت ، أو في أي مكان ، المرأة التي تبرز مفاتنها من أجل لفت النظر إليها هذا اسمه بالمصطلح الجديد تحرش المرأة بالرجل .
والله حدثني أخ هو عندي صادق ، أنه رأى ندوة بمحطة فضائية ، شاب في مقتبل العمر طبعاً كان يغتصب الفتيات ويقتل الفتاة بعد اغتصابها ، أي عدد كبير يزيد عن عشرين فتاة قتلها ، طبعاً قبض عليه وحكم بالإعدام وكان السجن بالقاهرة ، فهناك صحفية ملتزمة طلبت من مدير النيابة أن تلتقي به ، فكانت هذه المقابلة التي بثتها محطة فضائية ، فالذي حدثني عن هذا اللقاء أنها سألته : هل أنت مسلم ؟ قال لها : نعم ، قالت : هل تصلي ؟ قال لها : لا ، قالت له : لماذا لا تصلي ؟ قال لها : لا أعرف الصلاة ، ما علمني أحد كيف أصلي ، هل تقرأ القرآن ؟ قال : لا ، لماذا ؟ قال : أنا لا أقرأ ولا أكتب أميّ ، هل تشهد أنه لا إله إلا الله ؟ قال : ماذا لا إله إلا الله شهادة ! قال : أعيديها ، يقسم من شاهد هذه الحلقة أنه حتى أتقن لفظها حوالي الخمس دقائق ، كلمة كلِمة ، قالت له : لا إله إلا ، قال لها : واحدة وَاحدة  ، حتى أتقنها إله ، سُقْت هذا التفصيل لأجل أن تعلموا أن هذا الشاب جهل مطبق ، لا يقرأ ولا يكتب ، ولا يصلي ، ولا يعلم ما الشهادة ، فلما سألته : كيف تغتصب هذه الفتيات وتقتلها ؟ فكان جوابه : هن السبب ، من ثيابهن ، إذاً هن تحرشن بالشباب ، قالت له هذه الصحفية : لو أنك رأيت فتاة محجبة ماذا تفعل ؟ قال : والله لو أن أحداً كلمها لقتلته ، انظر إلى الفطرة ، كتلة جهل ، هي السبب ، ثيابها تدعوني إليها ، أما المحجبة لو أن أحداً كلمها لقتلته ، لأنها مقدسة ، يعني أجهل الجهلاء ، جاهل مجرم ، بالفطرة أدرك أن هذه الفتاة بثيابها الفاضحة ، وبإغرائها لسان حالها يدعو الناس إلى التحرش بها ، فصار التحرش بالرجال عن طريق الثياب ، والتحرش بالنساء عن طريق الكلام ، تحرش بتحرش .




لا بد من أن ننتقل إلى ما يسمى اللعب بالميسر ، قال : هو كل لعب بين فريقين تتحقق الخسارة من فريق والربح من فريق على سبيل المصادفة والحظ .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) ﴾
(سورة المائدة)
قرأت مرة خبراً أن رجلاً مسلماً من بلد مجاور كان بأمريكة ، يملك اثنين ونصف مليون دولار ، دخل إلى دار قمار ولعب في ليلة واحدة خسرها كلها ، فعاد إلى البيت وأطلق النار على زوجته وخمسة أولاد له ، وقال ليغفر الله لي وقتل نفسه .
هـو الـداء الذي لا بـرء منه      وليس لذنب صاحبه اغتفار
تشاد له المنازل شاهقــــات      وفي تشييد ساحتها الـدمار
نصيب النازلين بها ســــهاد      وإفلاس فيأس فانتـــحار
***
الميسر أيضاً يلعبون على خمس ليرات ، تبدأ بخمس ليرات ، هكذا بداية القمار ، بخمس ليرات ، ثم يصبح مُقامراً كبيراً ، ولا يخفى عليكم بعض أثرياء العالم يخسرون في ليلة واحدة في مونت كارلو أحياناً ملايين الدولارات ، خمسين مليون دولار ، مئة مليون بليلة واحدة .
القمار يهدم البيوت العامرة ، ويفرغ الجيوب الممتلئة ، به تفتقر الأسر الغنية ، وتذل النفوس العزيزة ، القمار يورث العداوة والبغضاء بين المتلاعبين ، لأنهم أكلوا أموالهم بالباطل ، القمار يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، النبي عليه الصلاة والسلام :
(( مرَّ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوم يلعبون بالنرد ، فقال : قلوب لاهية وأيدٍ عاملة وألْسِنة لاغية )) .
 [ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير]




القمار آية الإثم ، تلتهم الوقت والجهد ، وتعَوِّد على الخمول والكسل ، حدثني أخ أن البقالية في بعض البلاد الغربية إن لم يكن فيها آلة قمار لا تبيع ، بقالية عادية وقمار مع نفسه الإنسان ، حدث أحد أصحاب البقاليات في أمريكة أنه جاء رجل ليشتري حليباً لأولاده فلعب القمار فخسر كل أمواله فعاد من دون حليب ، جاء ليشتري حليباً طعام أولاده ، الآن يضعون بكل بقالية آلة قمار صغيرة ، يعني الآن القمار ليس أن اثنين يلعبون ، آلة فردية تضع أرقاماً تغير مفاتيح تربح أو تخسر ، فشيء مغرٍ ، ما في مقامر إلا ونيته أن يربح ، ومعظمهم يخسرون ، هواية آثمة تلتهم الوقت والجهد .
القمار يدفع صاحبه إلى الإجرام ، شيء غير معقول أن واحداً يخسر ثروته بليلة واحدة بلا سبب ، يسمونها المائدة الخضراء ، والله كلمة خضراء تضيع بهم ، مائدة خضراء ، أي خضراء هذه ؟ 
القمار أيضاً يعني اليانصيب ، نحن بالإسلام عندنا قاعدة عميقة جداً ، أي علاقة مالية بين شخصين فيها منفعة متبادلة فهو مشروع ، قاعدة أساسية ، وأي منفعة بنيت على مضرة فهو محرم ، واحد دفع ما أخذ وواحد أخذ ما دفع ، أو أخذ مبلغاً كبيراً دفع شيئاً قليلاً ، إذا ما في تعويض أو مكافأة في العلاقة المالية فالعلاقة محرمة ، إلا أن المسابقات العلمية والعسكرية هذه مسموح بها ، مسابقة ، نرصد جائزة لمن يجيب عن هذه الأسئلة ، قد تكون في القرآن الكريم ، قد تكون في العلم ، بالفقه ، قد تكون بعلوم الدنيا المفيدة ، قد تكون بأمور عسكرية ، فالمراهنة من جهة ثالثة مشجعة ولتكن هي الدولة هذا لا شيء فيه ، أي ليسا اثنين يربح واحد ويخسر واحد ، جهة ثالثة ، دولة ، مركز بحوث فرضاً ، جهة علمية ، وزارة دفاع ، تقيم مسابقة من أجل تنشيط الخبرة العسكرية ، مسابقة في الرمي مثلاً ، مسابقة في الجري ، مسابقة رياضية هذه لا شيء فيها ما دام الدافع جهة ثالثة ، أما لو كان اثنين تراهنوا على شيء وأحدهما خسر هذه محرمة ، مسابقات الجري هذه مشروعة ، المصارعة لتقوية العضلات وإظهار القوة العضلية أيضاً مشروعة .
(( النبي عليه الصلاة والسلام صارع أبا ركانة فصرعه النبي أكثر من مرة ، وفي رواية أن النبي عليه الصلاة والسلام صارعه وكان شديداً فقال له : شاة بشاة فصرعه النبي ، قال له : عادوني بأخرى فصرعه النبي ، قال : عاودني ، فصرعه النبي ثالثة ، فقال ركانة : شاة أكلها الذئب ، وشاة نشزت  ـ أي هربت ـ فماذا أقول بالثالثة ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك ، خذ غنمك )) . 
[أبو داود والترمذي عن عبد الله بن الحارث]
حتى بالمصارعة كان النبي رقم واحد .




مرة قال أحدهم : أين محمد لا نجوت إن نجا ، بالقتال ، فالصحابة دعوه إلى القتال ، قال : لا محالة غلبني ، أمسك رمحاً ووكزه فولا هارباً يولول ، قال : والله لو بصق علي لقتلني .
ألعاب السهام والحراب والفروسية أيضاً مشروعة فقد قال عليه الصلاة والسلام :
(( كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال : مشي الرجل بين الغرضين ، وتأديبه فرسه وملاعبته أهله ـ يعني أولاده ـ وتعليم السباحة )) .
 [ رواه الطبراني عن عبد الله بن أبي رباح ]
أثر عن عمر رضي الله عنه : "علموا أولادكم السباحة والرماية وأمروهم فليثبوا على ركوب الخيل وثباً ".
أيها الأخوة الكرام ، هذا درس متعلق بتربية الأولاد يحتاج المعلم والآباء والدعاة إلى الله عز وجل ، وأعود وأكرر ليس في الإسلام حرمان ، الإسلام نظيف يلبي حاجات الإنسان كلها المادية والمعنوية ، ولكن الطرف الآخر يريد أن يدنس الإنسان ويغرقه في المعاصي والآثام .
وأرجو الله سبحانه وتعالى أن تنقلب هذه التوجيهات إلى حقائق يعيشها أبناؤنا ، والأبناء كما أقول دائماً هم الورقة الوحيدة الرابحة في  أيدينا .
في أخ جزاه الله خيراً ذكرني أنه بالمسابقات الرياضية والألعاب الرياضية المباحة هناك محظور أن تكشف العورات لأن الفخذ عورة ، سمعت عن لاعب كرة من الطراز الأول في مصر اعتزل اللعب وأراد أن يمضي حياته في عمل آخر ، في مباراة دولية هم في أمس الحاجة إليه هو اصطلح مع الله أيضاً ، فلما جاء وزير الشباب إلى بيته ليحمله على أن يعود إلى المباراة أصر على الرفض فلما ألح عليه ، قال له : أنا لا ألعب إلا بثياب إسلامية طويلة فوافق ، فصار هذا تقليداً ، ممكن أن تلعب كرة والعورة مستورة ، أما مكشوفة في معصية ،  فالأخ جزاه الله خيراً ذكرني وقد نسيت أن أوضح ذلك .
والحمد لله رب العالمين




اترك تعليقك

    Powered By Blogger